إسماعيل محمود الجندي: "هو كتاب غير عادي، حيث يوازي بين مسار عالمٍ مهني متطور مع مسار تطور وصعود مكانة دولة على الساحة الدولية" 

الترجمة الى العربية من الإنجليزية للمقابلة أدناه مع شرح لمحتوى الصور لاحقاً أدناه 



تـوثـيـق للتـاريـخ


"قمت بتجميع وتنظيم أوراقي بتسلسل زمني، ثم أدخلتُ في محتواها بعض تجاربي ومشاهداتي التي كان لها تأثير عَليْ. استغرقت كامل عملية التجميع والكتابة وطباعة الكتاب مدة عام، وما أوَد قوله هو أن هذا الكتاب هو للمستقبل كموسوعة". 

أطلق الكاتب (إسماعيل م. الجُندي) كتابه الثاني، "قصتي مع صناعة الغاز"، والذي يعكس جهده كمهندس بالمفهوم المهني والأكاديمي وككاتب هاوٍ بحسب إختياره الشخصي.  ويُعتبر الكتاب حساباً للسيرة الذاتية لنمو صناعة الغاز في دولة قطر.

وبالإضافة إلى دولة قطر، يُسلط الكتاب الضوء على قطاعات الطاقة في دولة الكويت، ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي، ودول أخرى من العالم مثل هولندا، فرنسا، اليابان، الولايات المتحدة الأميركية وغيرها.  لقد خدم الجُندي في هذا القطاع لما يزيد على أربعة عقود من الزمن. 

الكتاب سردٌ قصصي شخصي، يُسجل المعالم الظاهرة للعيان والتي وصلت إليها الدولة (قطر).  كما يُقدم الكتاب لمحة مثيرة عن عملية التطور: من خلال الرجوع بالذاكرة إلى الماضي ومنه استذكار آمال وتطلعات دولة قطر في ذلك الوقت نحو المستقبل.  "قصتي مع صناعة الغاز" - باللغة العربية، غني بالمعلومات التقنية المرتبطة بالتطور في قطاع الطاقة، وتمكُّن دولة قطر من البروز على الساحة الدولية. 

وتجدر الإشارة، أن كتاب الجُندي الأول "عربي في اليابان: شاهدت.. سمعت.. قرأت.." قَدَّمَ للقراء نظرة عن الثقافة اليابانية المتميزة. 

ليزيما غوميز، مراسلة " قطر ترييبون " تحدثت مع الكاتب للتعرف عن الكتاب عن قرب. مقتطفات مُحَرَّرَة من الحوار تتبع...

هل لك أن تقدم لقرائنا لمحة خلفية عن كتاب "قصتي مع صناعة الغاز"؟

كتابي عبارة عن حسابٍ لسيرة ذاتية ممزوجة.  إنه قصتي كمهني والتي قمت بمزجها بمسار عملية النمو الهائل لقطاع الغاز في دولة قطر.  إذن... هو كتاب غير عادي، حيث يوازي بين مسار عالَمٍ مهني متطور مع مسار تطور وصعود دولة قطر على الساحة الدولية. 

ما الذي ألهمك لكتابة هذا الكتاب؟

إنه الإيمان بقوة سرد القصة المبنية الإلهام، فكتب وسجلات الماضي مثل نقطة الانطلاق، فلديها القدرة على جعلنا ننظر للخلف حتى نتمكن من المضي قُدماً إلى الأمام. أنا أؤمن أنه من خلال سرد قصتي ومشاهداتي، أنني قادر على التأثير بالإلهام على الناس. يمكنني القول أن المهندسين يحتفظون عادة بالوثائق المتعلقة بالمواضيع الخاصة بعملهم، فعندما جائتني فكرة كتابة هذا الكتاب، قمت بتجميع وتنظيم أوراقي بتسلسل زمني، ثم أدخلتُ في محتواها بعض تجاربي ومشاهداتي التي كان لها تأثير عَليْ. استغرقت كامل عملية التجميع والكتابة وطباعة الكتاب مدة عام، وما أوَد قوله هو أن هذا الكتاب هو للمستقبل كموسوعة.   

من هو جمهورك المُستهدَف؟

في الحقيقة، لدى الكتاب قطاع عريض من القراء. لنبدأ بالمهنيين المحترفين منهم والذين يشكلون جزءاً من صناعة الطاقة، أو الذين يريدون الإلتحاق والانضمام إلى هذه الصناعة.  هناك قطاع آخر، ألا وهو فئة الشباب، كذلك أي شخص مهتم بتاريخ دولة قطر، ولا ننسى أيضا الفئة من الناس الذين عاشوا تلك الحِقبة الزمنية (المهنيون المحترفون الخبراء المخضرمون) والذين أتكلم عنهم، فمع قراءتِهم لكتابي، يسترجعون ذاكرة ممتعة. 

أخبرنا عن كتابك السابق، "عربي في اليابان: شاهدت.. سمعت.. قرأت.."

عندما بدأ تشييد مشاريع الغاز في قطر ومع علاقاتي بالعديد من الشركات الهندسية في اليابان و زيارتي الأولى لليابان في عام 1979م، تذكرت كيف استثنى العالم العربي الكثير عن اليابان، مقارنة بالدول الغربية. لهذا قررت أن آخذ على عاتقي ما شاهدت وما سمعت وما قرأت أثناء وجودي هناك.  وبعد زيارات عديدة إلى اليابان وفترة إقامة هناك من 1994 إلى 1996م، تراكمت أوراقي و وثائقي المليئة بالملاحظات والخواطر بخاصة عندما حظيت بلقاء العديد من الشخصيات العربية الرفيعة في اليابان، وكذلك شخصيات يابانية رفيعة من الذين كانوا يعملون في جمعيات الصداقات العربية اليابانية المختلفة.  لقد عكست زياراتي للعديد من المعالم الهامة ثقافة وأهمية البلد.  ولقد دفعني أكثر للمضي قدماً في استكمال كتابة هذا الكتاب هو أن كثيراً مما كُتِبَ عن اليابان في منشورات عربية ليس صحيحاً أبداً، فأحببت أن أقدم الصورة الصحيحة عن هذا البلد. أريد التنويه إلى أن تجربتي كانت مرتبطة بمشاريع الغاز لدولة قطر، وهذا مُشار إليه بعدة مرات في الكتاب. أنا أؤمن أن هذا الكتاب ساهم في تفاهم ثنائي أفضل بين العالم العربي واليابان. 

ككاتب، مَن الكاتب الذي تطلعت إليه؟

علَيْ أن أقول: إنه خالي الدكتور/ أحمد يوسف الحسن، والذي كان قدوتي منذ مرحلة الطفولة، وهذا الأمر صحيح حيث ينطبق على جوانب مختلفة من حياتي، وقد كان من الأوائل الذين درسوا الهندسة في الجامعات وتخرجوا منها قبل عام 1948م، وأصبح لاحقاً من الشخصيات المرموقة والمحترمة على المستوى الدولي. 

هل لك أن تقول أنه كونك مهندساً بالمهنة، قد ساعدك أن تكون كاتباً بشكل عام؟

يتميز المهندسون بالدقة في مجال عملهم. الدقة هي كل شيء بالنسبة لنا في عملنا. إذن... فعندما تقومين بدمج هذه القدرة مع الحب لسرد القصص، ستسنح لك الفرصة لمخاطبة جمهورك. إنها تجربتي التي من خلال العمل في مجال الهندسة، جهَّزَتْني أن أكون كاتباً أفضل.  لقد أعطاني هذا الأمر الكثير من الدروس التي أقوم بإدخالها بشكل دوري لانضباطي في الكتابة. 

ككاتب... ما هو التحدي الأكبر الذي يواجهك؟

الحفاظ على الصدق على كل مستوى على الدوام. أنا أؤمن أن على المرء أن لا يساوم إطلاقاً على مسألة الصدق في عملية سرد أي قصة.  لقد كان الصدق الملجأ الدائم لي وأنا انتهجه بكل شكل.  لقد قمت بتطبيق ذلك في كل معلومة أضعها في كتاباتي. الصدق هو مجال تحَدَّيْت نفسي به للحفاظ عليه.

ككاتب... ما الذي يُلهمك؟

الناس مثيرون وكذلك الأماكن! لكن من خلال الفن في طريقة سرد القصة، يمكن لك ملأَ النفوس والأماكن بالحياة.  إذن... عمليات وطرق السرد القصصي تلهمني، سواء كانت قصصاً صناعية، شخصية، تاريخية، عن دول، أو لا يهم عن ماذا تكون، لأنه من خلال سرد القصة، يمكن للبشر أن يتواصلوا مع بعضهم البعض وهذا شيء يُلهمني دائماً.

أي خطط للمستقبل؟

بعد مساري المهني المثمر والطويل، وما تركت ورائي في هذا الحياة، أتمنى أن أعود يوماً إلى قريتي في فلسطين، لأكمل الأيام المتبقية لي في الحياة، وأن يتم دفني في أراضي فلسطين.

نصيحة إلى المؤلفين الناشئين؟

نصيحتي لهم أن يكونوا مراقبين. إبدأ بتعلم أن تكون مراقباً قبل كل شيء. ثم إبدأ بتخزين ما تشاهده بطريقة جيدة. خذ ملاحظات واقرأ المزيد على عاتقك. إرفع مستويات الوعي والمعرفة لديك. إذا حققتَ كل ذلك – أكتُبْ! التغيير، التحرير النصي، التعديل التحريري يأتي لاحقاً. لكن كن قادراً على أخذ تلك الخطوة القوية الأولى. مسودتك الأولى هي خطوتك الأولى. إذا كانت الكتابة عشقك حقاً، فإن هذا سيمهد الطريق لتكون الأمور أفضل لاحقاً. 

---

وصف محتوى الصور الأربعة الظاهرة في مقال المقابلة، من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين

* إستلام المؤلف شهادة تكريم على الخدمة الطويلة (عشرون عاماً) من وزير الطاقة والصناعة السابق سعادة الشيخ / عبدالله بن حمد العطية.

* صورة أثناء زيارة إلى حاوية نقل الغاز الطبيعي المملوكة لشركة ’ميستوي‘ المحدودة في منطقة شيبا في طوكيو.

* إسماعيل الجُندي (وسط) مع عدد من الأصدقاء الزملاء في قاعة النموذج الأولي الخاصة بالمشاريع في برج مقر شركة ’تِكنِيب‘ في منطقة لاديفانس للأعمال في باريس.

* مع عدد من كبار الشخصيات في مقر رصيف شحن المكثفات بمنطقة مسيعيد إحتفالاً بتصدير الدفعة الأولى من إنتاح الغاز من حقل الشمال.